October 11, 2007

رساله من عبد الله عزام


إلى الذين يريدون معرفة الحق ، و فتح أبصارهم على النور و ينشدون إنقاذ أنفسهم من أن يكونوا فرائس سهلة مستساغة بين أنياب الذئاب و مخالب الوحوش . أقدم هذا البحث المتواضع ضارعا إلى الله - عزوجل - أن يتقبل منا ، و أن يجعله في ميزاننا يوم القيامة ، و أن يكون خالصا لوجهه ، و أن ينفعنا وينفع بناربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهابالعبد الفقير إلى الله عبد الله عزام

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون يونس : 81 - 82
إنه الناموس الإلهي الذي يجري على كل قانون يصادمه فيدفعه ويبطلهإنه القانون الرباني الذي يزهق كل باطل و يدمغ كل زيغ . إن مشيئة الله اقتضت أن تحبط كل ضلال ، و تجتث كل خبيث إن الفطرة البشرية قد صبغت بحيث لا تتناسب إلا مع مبادىء من عند ربها ، و إن البنية الانسانية قد فطرت بحيث لا تتناسق إلا مع قيم من عند بارئها ولذا فقد فشلت كل الأنظمة البشرية في تحقيق سعادة الإنسان ، و لقد خابت كل المحاولات لإنقاذ الإنسان من شقائه عن غير طريق الله و بعيدا عن منهاجه ، لقد هرب الأوروبي من ظلم الكنيسة و جحد إلهه ، ظانا أنه يجد السعادة في الفردية المطلقة برأسماليتها و ديمقراطيتها ، فازداد شقاء و يأسا و قلقا فاتجه إلى الجماعية المطلقة باشتراكيتها فوقع بين براثن وحش أشد فتكا وأكثر تمزيقا لقد سقطت الحضارة الغربية بشقيها - الرأسمالي الغربي النفعي ، و الشيوعي الإلحادي الشرقيلقد هرعت البشرية المنكودة الحائرة على حداء (جون لوك، وستيوارت ميل وفولتير وروسو) ظانين في صرخاتهم النجاة ، فما سعدوا و ما اطمأنواثم مشت البشرية وراء (ماركس و لينين و تروتسكي و ستالين) ، فزاد نكدها و خاب فألها و تمزقت نفسيتهاسقطت الأنظمة كلها ، فشلت المناهج جميعها ، خابت التجارب بأكملها ، لم يبق إلا نظام الله الذي يستطيع مخاطبة الإنسان بكينونته و كليته ، بجسده و روحه ، و أعصابه و مشاعره ، و عقله و قلبه ، و صدق الله العظيم ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الملك : 41

ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون آل عمران : 100 - 104هذه الآيات ترسم طريق النجاة في الدنيا والآخرة ، و هي خير عنوان يصلح لمن أراد أن يكتب عن الأفكار التي سادت الأرض و مزقتها و عانت منها البشرية ما عانت شقاء و ضياعا و نكدا و تمزقا و تمرغا في الوحل و هبوطا في الحياة و القيم و الإهتماماتو تبين للأمة المسلمة أنها جاءت بقدر من الله لدورها المحدد و هو قيادة البشرية و الأخذ بزمامها نحو الأفق العالي و القمة السامقةو الأمة الرائدة القائدة لا بد لها من هاد على الطريق و هو النبي صلى الله عليه وسلم ، و لا بد لها من دليل و خارطة و هو كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فهما العصمة و النجاة، و هما النور إذا ادلهم الظلام و المعلم المبين إذا اضطربت الأمور و حارت الأفئدةو الأمة القائدة ليس لها أن تتخلى عن دورها القيادي الإنقاذي ، و ما كان لها أن تنبذ كتاب الله و هدي نبيها صلى الله عليه وسلم وراء ظهورها و ترجع إلى ذيل القافلة تقم أقذار البشرية و تلم أوضارها و أوساخها ، و تجمع منها منهجا لحياتها و دستورا لأخلاقها و موجها لعقولها و نظامها ، تحكمه في دمائها و أموالها و أعراضها فتضيع و تضيع و تتيه و تتيه يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على عقابكم فتنقلبوا خاسرين، بل الله مولاكم وهو خير الناصرين آل عمران : 149 - 150
اعتاد الناس أن يطلقوا لفظ الشيوعية على مذهب ماركس في حالة التطبيق ، لأنه يزعم أن مذهبه ينتهي الى إباحة كل شيء على الشيوع أو المشاع ، و لكن أصحاب المذاهب جميعا يسمونه بالمادية التاريخية أو المادية الديالكتيكية
فكيف نشأت هذه الأفكار؟
لقد كان العقل الأوروبي يتقبل في القرن التاسع عشر كل ما فيه عداء للدين أو للتفكير الغيبي ، لأنه خاض معركة مريرة شرسة لتحطيم قيد الكنيسة الجبارو لقد ورث العقل الأوروبي من الحضارة اليونانية عداء الآلهة للانسان و أسطورة بروميثوس (إله الصناعة و العلم) الذي أعطى العلم للإنسان ، فغضب عليه كبير الآلهة زيوس أو جوبيتر، و طرده من حضرة الآلهة ، و ربطه إلى قيد وثيق في أحد الجبال ; تنهش الطيور كبده و لحمه نهارا و يعيده ليلا ليتلقى عذابه في اليوم التالي .
هذه الأسطورة، أصبحت المحرك للعقل الأوروبي ، و المحور الذي تدور حوله القصص و المسرحيات و التمثيليات الأوروبية ; التي تقف بجانب الإنسان المظلوم في صراعه ضد الآلهة المتجبرة الغاشمةو قد جاءت الكنيسة في العصور الوسطى لتركز هذا المعنى (صراع العلم مع الدين !) فأنشأت محاكم التفتيش للعلماء و المفكرين ، و كتبت كتابا ملؤه الأساطير و سمته ( الجغرافيا النصرانية ) ، و رمت كل من خالفه بالكفر و عاقبته فقتلت ثلاثمائة ألف من البشر و حرقت منهم 32 ألفا أحياء و من بينهمبرونو سنة 1598م لأنه قال بدوران الأرض ، و عذبت " كوبرنيكس" و" جاليلو" لأنهما ناديا بنفس الفكرة يقول "ماركس" في أطروحته التي كتبها سنة 1841مإن الفلسفة تتبنى شعار (بروميثوس) : أنا ضد كل الآلهة ، فعمم هذا الشعار على كل أرباب الأرض والسماء الذين ينكرون على الوعي البشري أن يكون الإله الأعلى ، فهي تأبى أن يكون له منافس

هذه العقلية الأوروبية كانت تبحث عن بديل لإله الكنيسة الذي تركته و هربت منه لتسد الفراغ الكبير في حياتها ، فماذا صنعت؟ لقد طرحت العقل إلها بديلا عن إله الكنيسة عن طريق المدرسة العقلية المثالية بشقيها أ. الشق الذي يؤمن بإله مع اضطراب في التصور و يقود هذا الجناح (هيجل) ، فهيجل يعتقد بوجود إله لكنه يرى أن الإله هو العقل الكبير أو المطلق ، و إن كان يقولإن الأديان المختلفة ليست إلا مراتب مختلفة لنمو الفكر البشري و جلود ثعابين قشرها الإنسان عن نفسهب. الشق الإلحادي الذي ينكر الإله بالمرة وزعيمه " فشتة " ، ثم طرحت العقلية الأوروبية الطبيعة إلها عن طريق مدرسة أوجست كومت ( المدرسة الحسية الوضعية ) أي : لا إيمان إ لا بالمحسوس ، وقد كان كومت يرى أن الفكر البشري لدى الفرد و النوع على السواء يمر بثلاث حالاتأولا - اللاهوتية التي ترد تفسير الأحداث إلى اللهثانيا - الميتافيزيقية التي تفسر الأحداث بقوى وراء الطبيعة دون ذكر اللهثالثا - المرحلة الوضعية التي تفسر الأحداث بقوانين طبيعية حسية و لا تؤمن إلا بالمحسوسو وافق الفكر الأوروبي على قول كومت ، مع إدراكه أن الطبيعة حقيقة من حقائق الكون ، و ليست تفسيرا له ، يقول سيسل الأمريكي: (إن الطبيعة لا تفسر شيئا من الكون و إنما هي بحاجة إلى تفسير)لقد نادى فيرباخ (تلميذ كومت) بحلول الإنسان محل الله، ، و طالب أن تصبح الإنسانية هي المعبود الأكبر ،
و قال فيرباخالله فكرتي الأولى ، ثم العقل فكرتي الثانية ثم الإنسان بواقعيته فكرتي الثالثة و الأخيرة و صاح نيتشه أثناء تخبطات صرعه بموت الإله و نشوء الإنسان السوبرمان - هكذا تكلم زرادشت و لكنها كلها صرخات المذعورين الفار ين من الكنيسة ، و صيحات الفزعين من شبحها الذي يطاردهم و يقض مضجعهم و يقلق راحتهم و يهدد وجودهمو لذا لم يكن الإلحاد في أوروبا طبيعيا ، إنما كان ردا على موقف الكنيسة و أخطائها و شناعة تصرفاتها إزاء الإنسان في أوروبا ، و موقفها المؤسف الأليم تجاه العلماء و التجارب البشرية الإنسانيةفي هذا الجو نشأ ماركس الذي جاء متأثرا بهذه الآراء ؛ لينكر الإله ، و يحشر البشرية في جحر الإقتصاد ، و ليقول إن تاريخ العالم هو تاريخ البحث عن الطعام ليدمر بقية الكيان الإنساني المتماسك مر صراع الدين و العقل و الحس ، في أوروبا بأربعة أدوار على الترتيب سيادة النص ، أي : المذهب الكاثوليكي الذي يمثله بولس ثم قسطنطين الإمبراطور سيادة العقل ( المدرسة العقلية المثالية ) و من قو ادها : هيجل و نيتشة سيادة الحس (المدرسة الحسية الوضعية ) و رائدها كومت المدرسة المادية الدياليكتيكية ، و فيلسوفها ماركس وإنجلز

ولد ماركس سنة 1818م ، و مات سنة 1883م . كان أبوه في بداية حياته يهوديا اسمه (هرشل) ، ثم تنصر و غير اسمه إلى (هنريخ) ، و قد أشار بعض المؤرخين أن تبديله لدينه كان حيلة اقتصادية ليستطيع كسب قوته في مجتمع نصراني ، و قد أرجع بعضهم نظرة ماركس إلى الدين (من أنه حيلة و وسيلة للعيش من خلال خداع الناس) إلى هذه الحادثة بالإضافة إلى الجو العام الأوروبيو ماركس هو حفيد الحاخام (مردخاي ماركس) اليهودي ، و لذا فإن بعض علماء التاريخ يرى أن الماركسية هي تفسير يهودي للتاريخ ، و رؤيا توراتية تلمودية للحياة والناسلم يكن ماركس في بداية حياته ملحدا ، فقد قالان خير الناس وأجدرهم بالتكريم من يعمل لخيرالناس و الدين أساس الحياة الإنسانية ، و هو نفسه يلقننا الخير و الحكمة نشأ ماركس فقيرا و عاش كل حياته فقيرا ، كانت زوجته (جيني) تصف فقره بأنهم لم يجدوا كفنا لإبنتهم عندما ماتت ، و قد طردوا من المنزل لأنهم ليس معهم أجرتهكان ماركس يميل للدراسات النظرية و الفلسفية و يكره العمل و الوظيفة ، و هذا سر فقره ، و لذا فقد اضطر أن يعيش معظم حياته عالة على غيره لأنه بلا حرفة و لا مكتب و لا عمل منتظم عاش أولا معتمدا على مال أبيه الفقير و لذا فقد كتب إليه أبوه مرة : ( إنك أناني تغلب الأنانية على جميع صفاتك ) ، و عندما مات والده أرسل رسالة إلى أمه يطالب بنصيبه من الإرث دون كلمة تعزية واحدة ، و أنفق نصيبه ثم عاد يعيش على مال أمه و إخوته ، كتبت إليه أمه : ( إنه لا ينتظر بداهة أن تعيش طفيليا إلى الأبد ، إنك الآن في الرابعة و العشرين فاعتمد على نفسك ) . و قد اضطره نفوره من العمل إلى اكتساب المال بأية وسيلة و لو بالإحتيال ، فقد تعاقد مع أحد الناشرين ( لسكي ) لإخراج كتاب عن الإقتصاد ، و قبض مبلغا مقدما و لم يف ، و كذلك فعل مع (الهردنكر) الإشتراكي إذ تعاقد معه على إخراج كتاب و أخذ مقدما مبلغا من المال و لم يخرجه . و قد باع كتابه ( رأس المال ) إلى دارين للنشر في وقت واحد ، يكتب إليه تلميذه وصديقه الحميم فردرك إنجلز) (إنك جامد العاطفة أناني ناقص المروءة و الشعور ) و كان ماركس تلميذا ( لموسى هيس ) اليهودي صاحب كتاب ( من روما إلى القدس ) ، و لقد تأثر به ماركس و قاللقد اتخذت هذا العبقري (هيس) لي مثالا و قدوة ، لما يتحلى به من دقة التفكير ، و اتفاق آرائه مع عقيدتي و ما أؤمن به أنه رجل نضالي و مفكرو في سنة 1848م أخرج ماركس البيان الشيوعي ، و في سنة 1867م وضع كتابه رأس المال بصورته النهائية يقول الماركسي ( أوتورهل ) صاحب كتاب ( كارل ماركس ) و يصف ماركس بأنه كان على الدوام متقلبا مبتئسا حقودا ، لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم و هياج الصفراء ، و كان موسوسا يغلو كجميع الموسوسين في متاعه الجسدي و من المعروف أن ابنتي ماركس ماتتا منتحرتين

كان يعيش في ألمانيا بين سنتي 1770 - 1831 محاول جمع الفلسفات القديمة إلى بعضها ، بتدأت محاولته التوفيقية بالتوفيق بين الفهم والعقل ، فالفهم الذي اعتبره (كانت) نهاية المعرفة ليس سوى بدايتها ، والعقل أو التعقل هو المرحلة الثانية . والفهم يعتمد على ثلاث قواعد عند هيجل ، بينما التعقل يتجاوز هذه القواعد الثلاث ، و لا يتحدد بموجباتهاوقد استطاع هيجل بعد جهد فلسفي التوصل إلى ما زعم انه المرحلة الثانية للفهم وهو التعقل . و قال انه يتم بعد تعقل النفس لذاتها ثم تعقل ما يقابلها ثم الجمع بينهما ، وكل شيء يدور في هذا المحور : أعرفه وأعرف ما يقابله ثم أعرف النسبة بينه وبين ما يقابله.
فمعرفة الضوء غير ممكنة دون معرفة الظلمة ، من جهة ، ومعرفة العلاقة الموجودة بين الضوء وبين الظلام من جهة ثانيةفلا بد للمعرفة من توفيق المتقابلين وجمعهما ليس لمعرفة وجود التقابل بينهما ، كما كان هدف فلسفة أرسطو ، بل لمعرفة كنه كل واحد منهما ، و أن أي شيء هو في الواقع خليط منه و من مقابله و مناقضه ، لأن ما يقابله ويناقضه هو حده وإطاره ، و بالتالي طريق لفهمهو التطبيق المعروف عن هيجل في هذا الشأن ، هو في قضية (الوجود) ، التي هي أهم القضايا و أبسطها لا يمكن تصور العدم المطلق و لا الوجود المطلق إلا أنهما لدى التوفيق بينهما ينتج منهما وجود نسبى و غير نسبي و هو الحقأو كما تصور هيجل الجمع بينهما ، و هو بالتالي جمع بين متناقضينو ملخص آراء "هيجل" فى هذا المجالإن الأشياء لا بد أن تعاد إلى أصولها البسيطة ، و التي بالرغم من عدم أهمية معرفتها لأنها بسيطة و معروفة (وسهلة التناول) . بالرغم من ذلك فهي هامة ، لأنها أساس كل معرفةلا بد أن نضع كل شيء بازاء مناقضه و مقابلهثم نلاحظ النسبة بينهما بالجمع بينهما ، أو بالأحرى بمحاولة معرفة الشيء بنقيضهالأصول الفكرية للنظرية الماركسية مستمدة من المدارس الفكرية التي مر ذكرها في الجو العام الذي مهد للماركسية ، وخاصة مدرستي هيجل (العقلية المثالية) وكومت ( الحسية الوضعية ) .
و قد أخذ ماركس عن هيجل فكرة القضية ونقيضها ليطبقها على المجتمعات البشرية وتغيراتهاأخذ ماركس نظرية "هيجل" ليطبقها في ميدان الاقتصاد و المجتمعات ؛ يقول ماركسالعقل موجود ، و لكن المادة موجودة قبل العقل ، و العقل مرآة تنعكس عليه صور المادة ، و هو يريد أن يقول مادامت المادة قبل العقل فلا وجود لخالق - سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا - بل يقولالإله و الدين و الخلق و السياسة و الفكر انعكاسات للمادة على مرآة العقل و يرى ماركس أن العباقرة السياسيين و المفكرين تنتجهم الظروف الإقتصادية ، على خلاف ( فشته ) الذي يرى أن التاريخ و الحضارة يصنعها عظماء الرجال و السياسيون و المفكرون و على هذا فان ماركس يرى أن أي تغير في المادة و الإقتصاد بالذات ، يتبعه تغير في عالم النفس ; لأنه ينعكس على العقل خلقا و سلوكا ود ينا و سياسة . فالشعور النفسي و عالم الإنسان الفكري و الوجداني إنما هو نتيجة لتغير آلة الإنتاج ، لأن المادة في المستوى الإجتماعي تعبر عن نفسها في الإقتصاد . و العنصر الفعال في الحياة الإقتصادية ، هو أسلوب الإنتاج - آلة الانتاج وقد حاول ماركس أن يستخدم نفس مصطلحات هيجل في التفسير التاريخي الذي اعتبره حتميا قطعيا فيما سماه ( صراع الطبقات ) ففي مجتمع الملوك القديم : الملوك و حاشيتهم : قضية ، العبيد والفقراء : مقابل القضية . و من خلال الصراع بين القضية و مقابل القضية ; نشأ مجتمع جديد هو ( جامع القضية ومقابل القضية ) و هو المجتمع الاقطاعيفي المجتمع الإقطاعي : الملاك : قضية ، الفلاحون و العبيد : مقابل قضية . و من خلال الكفاح بين الفريقين ( الملاك و الفلاحين ) نشأ مجتمع جديد من بقية الطرفين هو: المجتمع الرأسمالى( القضية ومقابل القضية ) في المجتمع الرأسمالي : البرجوازيون ( أصحاب المصانع ) : قضية ، البروليتاريا (العمال) : مقابل القضيةومن خلال الصراع ينتقل المال من البرجوازيين إلى العمال ثم إلى الدولة التي هي ( جامع القضية ومقابل القضية ) ، و هذا هو المجتمع الشيوعيوهنا يتوقف قانون النقيض - كما يرى ماركس - لزوال الملكية التي هي محور الصراع و زوال الطبقات التي تتصارع عليها

و يمكن تلخيص نظرية ماركس فيما يلى أخذ ماركس نظرية "هيجل" ليطبقها في ميدان الاقتصاد و المجتمعات ؛ يقول ماركسكل مجتمع يحتوي نقيضه الذي يسقطه و يقوم مقامه ، و هذا المجتمع الجديد يحوي في طياته نقيضه الذي سيسقطه و يحل محله ، و هكذا دواليك إلى أن يقوم المجتمع الشيوعي الذي لا يحوي نقيضا ، و لذلك فهو دائم مستمر أبديو يرى ماركس أن كل مجتمع جديد خير من سابقه و أفضل ; لأنه متقدم بالنسبة لسابقه ، و ذلك لأن آلة الإنتاج الجديدة أفضل من سابقتها فمجتمعها أفضل كذلك ، و هذا هو البريق الخادع الذي يخطف به الشيوعيون أعين العمي من أتباعهم ، و لذا نرى الشيوعيين يكثرون من الإضطرابات و الفتن و الثورة حيثما حلوا حتى يسقط المجتمع و ينشأ مكانه مجتمع جديد تقدمي .
و يضرب ماركس مثالا على تغير الأخلاق بتغير آلة الانتاج فيقول في المجتمع القديم (مجتمع الصيد) كان الرجل هو الذي يحصل على المال ، و المرأة لا تستطيع الصيد ، فمكانتها كانت محتقرة اجتماعيا ثم جاء المجتمع الإقطاعي الذي أصبحت المرأة تشارك و لو مشاركة بسيطة في الأعمال الزراعية فارتفعت مكانتها ، و لكن معظم الأعمال في هذا المجتمع تعتمد على عضلات الرجل ، فحرم المرأة من استمتاعها بحريتها الجنسية فنشأت حرمة الزنا و عدم جواز تعدد الأزواج للمرأة الواحدة . أما عندما صار المجتمع رأسماليا و أصبحت المرأة مستقلة اقتصاديا لأنها تستطيع إدارة الآلة كالرجل تماما مارست المرأة حريتها الجنسية ، و أصبح الجنس مباحا و لم يعد محرماو هناك قانون آخر يعتمد عليه ماركس للثورة العمالية و هو ( قانون الفائض : ربح الرأسمالي ) فماركس يرى أن الفائض هو نتيجة عرق العمال و دمهمالقانون : ( قيمة الفائض : ربح الرأسمالي عمل العامل أو انتاجه - أجرة العامل ) و يوما بعد يوم سيزداد العمال شقاء و فقرا و حاجة و يزداد الرأسمالي تضخما و انتفاخا ، فهو كالعلقة تمتص دماء العمال و تنتفخ على حسابهم ، و سيصل شقاء العمال يوما ما الى درجة من البؤس و الشظف لا تطاق ، و عندها ستدفعهم الحاجة لتحطيم الحفنة البرجوازية التي تملك المال و الجاه، و عندئذ يقوم المجتمع العمالي ( الشيوعي )

عند انتصار الثورة العمالية لا بد من استعمال دكتاتورية البروليتاريا لتطهير المجتمع من البرجوازيين ، و بعدها سيستقر (الأمر) للبروليتاريا و تزول الدولة طبيعيا إذ تصبح زيادة لا حاجة لها ، و يدار المجتمع بلجان عمالية بلا بوليس و لا جيش ، و لن تتوقف الثورة العمالية عند حد حتى تحطم الإمبريالية و البرجوازية في كل مكان في العالم و تسود حكومة البروليتاريا العالم كلهو يرى ماركس أن هذه حتمية تاريخية و جبرية لا مفر منها ( صراع الطبقات ) ، و هذا سيؤدي حتما إلى قيام دولة العمال في العالم ثم الوصول إلى الشيوعية حيث يملك الشعب كل شيء ، و كل شيء في المجتمع يصبح شائعا مباحا كالجماعات البدائية الأولىو يرى ماركس أنه من أجل انتصار البروليتاريا لا بد من : تأجيج نار الحقد و إثارة روح الإنتقام في قلوب العمال ضد الرأسماليين في كل مكان على وجه الأرض ، و عليه فان الرحمة و البر و الشفقة لا تناسب الثوري ، و لا تتفق مع الشيوعي عند ماركس و تلاميذه ، يقول ماركسإنه لا مفر من أن يكون المحرومون من الإمتياز مستائين ، و من أن يكونوا أغلبية ، و بذلك يكون عدم الإستقرار و الثورات و حرب الطبقات و ما سواهما ، و ليس الباعث على كل هذه العملية في النظام مبدأ من مبادىء العدالة ، و إنما المبدأ السلبي المحض... مبدأ العداء


اختارت اليهودية العالمية لينين ليكون المنفذ للثورة البلشفية ، و لينين يهودي اسمه ( حيام جولدمان ) . ولد في (10) إبريل سنة (1870م) من أب يهودي ألماني اسمه ( ايلكوسرول جولدمان ) . و أمه يهودية اسمها ( صوفيا جولدمان ) . و قد عرف لينين فيما بعد باسم (فلاديمير ايليتش أوليانوف ). و قد أعدم أخوه ( الكسندر أوليانوف ) في تهمة اغتيال امبراطور روسيا (اسكندر الثاني) سنة (1881م) ، و قد كان لإعدام أخيه أعمق الأثر في نفسه ، مما جعله يفكر بالإنتقام لأخيه نفي لينين أكثر من مرة، و أخيرا استقر به المقام في سويسرا مع سبعة من اليهود يخططون للثورة في روسيا ، و يخرجون مجلة اسمها (إسكرا) أي (الشرارة) ، و كانت زوجته اليهودية المتعصبة ( تروبسكايا ) هي سكرتيرة التحرير ، و كانت الأموال تغدق عليهم من (جاكوب شيف) المليونير اليهودي صاحب شركة ( كوهين لوب ) في نيويورك ، و كانت هذه الشركة إحدى الشركات الكبرى للبارون اليهودي ( هيريش ) فولاها ( جاكوب شيف ) . و لعل الناظر في النظرية الشيوعية يدرك أنها مصممة لتنفذ في بريطانيا ، و لكن الأمر قد تغير بعد إعلان البيان الشيوعي سنة 1848م

تسلل اليهود إلى المناصب الكبرى في بريطانيا ، و حدث حادث جلل بالنسبة لليهود ، فقد اغتالوا الإمبراطور الأسكندر الثاني سنة (1881م) فاندفع الشعب الروسي يعمل في اليهود تقتيلا و تشريدا ، و أقاموا لهم مجازر كثيرة فصمم اليهود على الإنتقام من الشعب الروسي ، هذه نقطة مهمة في تحويل أنظار اليهود نحو روسيا لتكون محطة للإنقلاب الثوري البلشفي ، بالإضافة إلى نقاط أخرى منها - إن اليهود كان لهم دولة قرب بحر الخزر بين القرن التاسع و العاشر الميلادي ، إلا أن روسيا حطمتها ، و ضمت قسما كبيرا من اليهود داخل أرضها ، و لذا فالعداء قديم بين اليهود و الروس ، و من الملاحظ أن (تسعة أعشار) اليهود في العالم اليوم من يهود الخزر ، و لذا فقد طمس اليهود كلمة الخزر من الخرائط الجغرافية ، و أبدلوها ببحر قزوين ، عدا أنهم قد مسحوا لفظ خزر من المعاجم الأوروبية ، حتى لا يفطن العالم إلى منشأهم ، و لأجل أن يثبت اليهود للناس أنهم بنو إسرائيل ، و قد طردوا من أرض الميعاد في فلسطين و يحق لهم أن يعودوا إليها لقد حطم اليهود الكاثوليكية بالثورة الفرنسية اليهودية سنة (1789م) فأرادوا تحطيم الأرثوذكسية في روسيا كثرة اليهود في روسيا، إذ أن عددهم عند الثورة حوالي سبعة ملايين (000ر649ر6) و خاصة في مدينة بطرسبيرغ (لينين جراد) التي كانت فوهة بركان الثورةمساحة روسيا الواسعة و ثروتها المعدنية و الزراعية فقر الشعب الروسي ، مما يمكن من شراء ضميره بالمالظلم القيصرية و تحيرها ، و تسلط الأرثوذكسية

و قد رصد اليهود الأغنياء الخمسة و هم : ( شبسو و ليفي و شيف و رون و مونيمر) ألف مليون دولار للثورة ، و أعدوا مليون يهودي وقودا للثورة ، و في سنة (1897م) عقد هرتزل مؤتمر" بال" للمنظمات الصهيونية العالمية ، و كان التأكيد على إقامة الثورة البلشفية في روسيا ، أحد بنود مقررات صهيون التي انبثقت عن هذا المؤتمر و في سنة (1905م) أقام يهود بطرسبيرغ ثورة على القيصر ، و مع أن الثورة فشلت ، إلا أنها اضطرت القيصر أن يعطي قسطا من الحرية للناس ، و أن يعفو عن كثير من المنفيين و السجناء السياسيين الذين عادوا إلى روسيا ليخططوا لثورة قادمة ناجحة ، و رفعت هذه الثورة تروتسكي ، الذي أصبح أحد أركان الثورة البلشفية سنة 1917مو لقد أفادت الحرب العالمية الأولى الثورة ، فقد كانت قوات القيصر المنظمة في الجيش مليونا و نصف المليون من الجنود المحترفين المدربين المخلصين للإمبراطور ، بدأت هذه القوات تهلك إبان الحرب ، فقد بلغت خسائر الإمبراطورية في الشهور العشر الأولى للحرب ثلاثة ملايين و ثمانمائة ألف ، بمعدل ثلاثمائة ألف مقاتل يموتون للشهر الواحد مما اضطر الإمبراطورية أن تجند ثمانية عشر مليون جلهم من الفلاحين الذين لا يعتمد عليهم سياسيا ، و كانوا فريسة سهلة للمشاغبين ، أمثال ( تروتسكي ، و لينين و كامنيف ، و يهود بطرسبيرغ ) ، و هؤلاء الفلاحون كانوا عماد الثورة البلشفية فيما بعد و وقودها ، ثم لقوا مصيرهم في جحيم البلشفيةدخل لينين و معه (224) ثائرا من ثوار البولشفيك ، منهم (170) يهوديا . و كان تروتسكي ينتظره داخل حدود روسيا مع آلاف اليهود الفارين من الجيش الروسي ، و اعتمادا على التنظيمات الطلابية التي نظموها من قبل ، و أقاموا الثورة البلشفية في (7) تشرين الأول أكتوبر سنة (1917م) وسقطت روسيا فريسة للبلشفية و وجه اليهود البيان التالي إلى رؤساء مقاطعات الإتحاد اليهودي الدولي أيها اليهود ، لقد قربت ساعة انتصارنا التام ، و نحن الآن -
عشية اليوم - قد تسلمنا قيادة العالم ، لقد استولينا على الحكم في روسيا ، لقد كان الروس سادتنا فأصبحوا عبيدنا

الثورة البلشفية و اليهود
الثورة البلشفية يهودية التفكير و التخطيط و التمويل و التنفيذ ، ففيلسوفها و مفكرها هو ماركس ، حفيد الحاخام اليهودي ( مردخاي ماركس ) . و كذلك لينين ، الذي حول كلمات ماركس إلى واقع و ثورة ، و أمد الحركة الشيوعية بمؤلفاته هو يهودي كذلك جاء في قرار بني بيرث (أبناء العهد اليهودية) سنة (1939م) ما يليلقد نشرنا روح الثورية التحررية الكاذبة بين شعوب الغير، لإقناعهم بالتخلي عن أديانهم بل بالشعور بالخجل من الإعلان عن تعاليم هذه الأديان ، و نجحنا في إقناع كثيرين بالإعلان جهارا عن إلحادهم الكلي و عدم الإيمان بخالق البتة ، و أغويناهم بالتفاخر بكونهم أحفاد القرود - نظرية داروين - ، ثم قدمنا لهم عقائد يستحيل عليهم سبر أغوارها الحقيقية ; كالشيوعية و الفوضوية التي تخدم مصالحنا و أهدافناأما التمويل فهو يهودي كما مر ، و كان "حي بروكلن" الحي الشرقي من نيويورك مسرحا للتخطيط للثورة ، يتولاه ( تروتسكي ) و لا زال هذا الحي هو مركز التخطيط اليهودي العالمي لتدمير البشريةو قد صدر في الأسبوع الأول للثورة قرار ذو شقين بحق اليهود يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه قانونيا الإعتراف بحق اليهود في أنشاء وطن قومي في فلسطينالمكتب السياسي الأول للثورة البلشفية تكون من سبعة أشخاص ، خمسة من اليهود لأبوين وهم
:
لينين : يهودي ، و زوجته تروبسكايا يهودية
- تروتسكي : يهودي
كامينيف : يهودي
سوكولنكوف : يهودي
زينو نيف : يهودي
أما ستالين فزوجته يهودية اسمها ( روزاكاجا نوفتش )
يبنوف : روسي و ليس يهوديا ، و هوالوحيد

أول حكومة بعد الثورة عدد الوزراء 22 منهم 17 يهوديا
إدارة الحرب 43 منهم 34 يهوديا
لجنة الشئون الداخلية 64 منهم 45 يهوديا
لجنة الشئون الخارجية 17 منهم 14 يهوديا
لجنة الصحافة 42 منهم 41 يهوديا
مجموع كبار الموظفين 532 منهم 425 يهوديا أي أن (80%) من الموظفين من اليهود
الكوميساريا (اللجنة المركزية الشيوعية) زمن لينين سنة 1920 العدد الكلى 457 ، منهم 322 يهوديا
سنة 1921 العدد الكلى 550 ، منهم 448 يهوديا
سنة 1922 العدد الكلى 525 ، منهم 445 يهودي
ازمن ستالين العدد الكلى 59 ، منهم 56 يهوديا
لم يكن هذا في بداية الثورة فحسب ، لكن الأمر استمر حتى يومنا هذا ، ففي سنة (1965م) كتبت الكاتبة السوفييية نينا اليكسيفاعدد اليهود في الإتحاد السوفيتي لا يزيد عن واحد في المائة ، و لكنهم يمثلون ستين في المائة من هيئة التدريس في المعاهد العليا و الجامعات ، و ثمانين في المائة من مسؤولية التوجيه العقائدي في الحزب و السياسة الخارجية ، و ان نائب رئيس الوزراء و رئيس المجلس الاقتصادي في السوفيات يهودي
و قد نشرت اللوموند الفرنسية في (20) إبريل (1971م إن القيادة الإستراتيجية للقيادة المسلحة السوفييتية في أيدي اليهود و لا زالت إسرائيل تصدر (60%) من صادراتها الزراعية و (40%) من الكيماويات و (50%) من مختلف الصناعات إلى روسيا و دول أوربا الشرقية ولعل بعض المخدوعين يظنون أن الأسلحة التي كان يقدمها السوفيات للعرب من أجل القضاء على إسرائيل ، و هذا خطأ تدحضه تصريحاتهم الصريحة ففي (22) يونيو (1964م) صرح الملحق العسكري السوفياتي في باريس لمراسل جريدة معاريف الإسرائيلية بما يلينحن نشارك العرب في كفاحهم الإستعمار و الرجعية العربية ، و ما نقدمه للجمهورية العربية المتحدة من سلاح إنما هو لأغراض دفاعية ، و لا يمكن أن نسمح باستعماله ضد إسرائيل ، فلا تقلقوا من السياسة السوفياتية في المنطقة العربية ، فهذه السياسة متممة ، بل ضرورية لسلامة إسرائيل ، و ثقوا أن الاتحاد السوفياتي مع إسرائيل ، و سيؤيدها اليوم و غدا ، كما أيدها و رعاها بالأمس ، و كونوا على ثقة من أننا نرعى الإشتراكية العربية ، لأن في ذلك تعزيزا لمصلحة إسرائيل ، مثلما هو تعزيز لمصلحتنا نحن السوفييت و يقول ريمون أرون أستاذ العلوم المدنية المعاصرة في كوليج دو فرانستعمل الحركة الشيوعية على بعث الخرافات و الأساطير اليهودية القديمة التي تراكم عليها غبار السنين ، مما يدل دلالة واضحة على أن الحركة لا تقتصر على الضياع في متاهات الخرافات ، و إنما تسعى لإنزال الخرافة في مداميك الواقع لتكون الستار الذي تخفي وراءه كل ركام الأحقاد و الأمراض النفسية و الشهوات الدنيئة للسيطرة على الحكم ، إنها تريد من البروليتاريا أن تقوم بدور المسيح المخلص المنتظر

تكلمنا عن سيطرة اليهود على الثورة البلشفية منذ البداية وعلى الإتحاد السوفياتي ، أما بالنسبة للثورات في المناطق الأخرى فقد قام بها اليهود كذلك ففي المجر : قام بها سنة (1919م) يهودي اسمه (بيلاكون) و هو محرف عن هارون كوهين ، ثم كافحت المجر حتى تحررت من بيلاكون الذي أهلك الحرث و النسل ، فقد كان يجمع الفتيات الجميلات في الشوارع العامة عاريات و يبيحهن لجنوده ، و بعد أن يفجروا بهن يقتلهن و يرميهن في نهر الدانوب ، و في سنة (1945م) وقعت المجر مرة ثانية في يد الشيوعيين حيث استولى عليها (راكوزي) الذي أرسله صديقه ستالين - و راكوزي يهودي - و بقيت المجر تحكم في الخمسينات من قبل يهود ثلاثة هم : راكوزي ، فاس ، جيرو في يوغسلافيا : قام بها (تيتو) تلميذ اليهودي المعروف موسى بيجادا في رومانيا : قامت بها اليهودية الرعناء ( آنابوكر ) و أبوها الجزار و أخوها يعيشان في إسرائيل في بولونيا : أقطاب الرحى فيها اليهود الثلاثة : مينك ، مافيسكي ، بورمان في تشيكوسلوفاكيا : قام بها اليهودي رودلف سلنسكي


أشرف اليهود على تنظيم و تكوين الأحزاب الشيوعية في العالم العربي ، فهم قادتها و مخططوهايقول الشيوعي اليهودي الفرنسي رودنسون لم تتأسس أحزاب شيوعية و منظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر و فلسطين ، و لم تجد إلا القليل من الأتباع ، و كانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد ، و انتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا ، و فيما يلي نورد الأسماء اليهودية في البلدان العربيةالحزب الشيوعي في مصر بدأ التنظيم سنة (1921م) في الإسكندرية على يد روسي يهودي اسمه ( جوزيف روزنبرج ) تصحبه ابنته ( شارلوت )سنة (1927م) أوفدت موسكو ثلاثة يهود لتشكيل التنظيم و متابعته . ثم انتدبت روسيا اليهودي المصري ( هنري كوريل ) و أمدته بأموال طائلة أسس بها " بنك كوريل" في مصر ، و شكل الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني حدتو ثم تشكلت ( منظمة الأسكرا ) - أي الشرارة ، و هو نفس اسم الجريدة التي كان يصدرها لينين في سويسرا قبل نجاح الثورة - شكل هذه المنظمة اليهودي ( ايلي شوارتز ) ، ثم غير اسمها فيما بعد إلى ( نحشم ) : نحو حزب شيوعي مصري ، ثم انضمت إلى حدتو منظمة الفجر الجديد : أسسها اليهوديان يوسف درويش و ريمون دويك ، ثم أصبح اسمها ( د.ش ) الديمقراطية الشعبية المنظمة الشيوعية المصرية ( م. ش. م ) : أسسها اليهوديان أوديت و زوجها سلمون سدني. (منظمة تحرير الشعب : أسسها (مارسيل إسرائيل

الحزب الشيوعي العراقي
يروي قدري قلعي في كتابه ( تجربة عربي في الحزب الشيوعي ) ص 21-22 يروي الأستاذ بدر شاكر السياب - بالإضافة إلى ما رواه من فضائح أخلاقية لا نريد الوقوف عندها - كيف كان يعمل مع رفاقه الشيوعيين العراقيين لنشر الشيوعية فيقول رحنا نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد ، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد و قوميتهم ، بينما نعتبرهم نحن إخواننا ، و أخذنا نسب القومية العربية أمامهم ، بل رحنا ننتقص من العرب ، و نزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح و المجازر ، و زعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك ، و مررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة ، و استغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة الحزب الشيوعي السوري اللبناني تأسس الحزب سنة (4291م) بعد الحزب الشيوعي الفلسطيني و المصري ، و كان يرأسه في لبنان (جاكوب تايبر) اليهودي الروسي ، و كان يساعده ثلاثة يهود روس هم : ميك ، أوسكار ، مولر. ثم دخل بيروت يهود ثلاثة عن طريق حيفا و كلهم من الروس ، و هم عيون موسكو الثلاثة جوزيف بيرجر ، الياهوبيتر ، نخمان لتفينسكي . و قد كان الحزب السوري اللبناني تابعا للحزب الشيوعي اليهودي في فلسطين ، ثم تبع الحزب الشيوعي الفرنسي


الحزب الشيوعي الفلسيطني والأردني
كان التفكير بفلسيطن من القضايا الكبرى التي تشغل رؤوس قادة الثورة البلشفية . و منذ الأيام الأولى من الثورة أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود أولا : اعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونيةثانيا : تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطينيقول لينينإن الدين أفيون الشعوب ، و لكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم ، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدينالمخططات التلمودية و قد صدر هذا القرار قبل صدور وعد بلفور - وزير خارجية بريطانيا - في تشرين الثاني سنة (1917م) بأقل من عشرين يوما . و لذا اهتم شيوعيو روسيا بالتنظيم الشيوعي في فلسطين ، فكان الحزب الشيوعي الفلسيطني الذي تأسس سنة (1919م) أول حزب في المنطقة ، و قد شكله أولا اليهودي الروسي (روزشتاين) ، و أوفدت موسكو قطبين يهوديين من أقطاب الحزب الشيوعي الروسي للتنظيم في فلسطين ، و هما : جاك شابيليف ، رادول كارن بورغ ، و كان جميع عناصر الحزب الشيوعي الفلسطيني في بداية الأمر يهودا روسيين . ثم أرسلت موسكو ( فلاديمير جابو تينسكي ) فنشط نشاطا ملحوظا في فلسطين ، ثم انتدب ( س.افربوخ ) اليهودي - الملقب بأبي زيام - لتنظيم الحزب الشيوعي في البلاد العربية ، و كان هذا الأخير صديقا للينين في سويسرا ، و أبرز الشيوعيين في فلسطين ، و قد تولى رئاسة الحزب الشيوعي في فلسطين من 1924م - 1929 م و كانت عضوية الحزب الشيوعي الفلسطيني أولا ، قاصرة على اليهود ثم دخله قلة من الفلسطينيين العرب ، و قد كانوا غير موثوقين لدى الأكثرية الشيوعية و غير مؤتمنين على أسرارهموف ي سنة (1937م) تأسست أول حركة علنية للحزب الشيوعي الفلسطيني وراء ستار نقابة عمال في حيفا سكرتيرها إميل توما . و في الناصرة نقابة عمال سكرتيرها إميل حبيبي . و في يافا سكرتيرها فؤاد نصار سنة (1939م) أنشأ الشيوعيون عصبة التحرر الوطني ، سكرتيرها اليهودي ( بن فسكي ) ، و مساعده توفيق طوبي ، و كانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا ، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود و العرب و في حرب (1948م) تحول أعضاء عصبة التحرر الوطني إلى قادة عصابات مسلحة ، يذبحون الشعب الفلسطيني . No ADNo ADNo ADNo ADحب بعض الشباب المغرر بهم ، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود و يقفون بجانبهم ، منهم المحامي إبراهيم بكر في الناصرة ، و فؤاد نصار في يافا ، و غيرهم من قادة الشيوعيين العرب في فلسطين
بعد نكبة (1948م) صار الحزب الشيوعي الفلسطيني اليهودي يشرف على بقية فلسطين غير تلة ، و كان في رئاسة الحزب إميل توما و توفيق طوبي و إميل حبيبي ، و هذان الأخيران عضوان في الكنيست اليوم . و كانت الصلة بين الشيوعيين في قسمي فلسطين عن طريق ضابط إسرائيلي و سكرتير صحفي من الشيوعيين يعملان في لجنة الهدنة و كانت نشرات الحزب الشيوعي تذيل بعبارة في أسفلها بالعبرية : طبعت بمطابع الحزب الشيوعي الفلسيطني ، أي القسم المحتل
و في سنة (1950م) ضمت الضفة الغربية الى الأردن ، و قد اعتقل طلعت حرب الشيوعي في رام الله و هو يوزع المنشورات الشيوعية التي أحضرها من إسرائيل سنة (1951م) عثرت قوات الأمن في عمان على مطبعة للشيوعيين ، و هي مسجلة بأرقام و عبارات عبرية
سنة (1952م) صدر الأمر من موسكو بفصل الحزب الشيوعي الأردني عن الحزب الشيوعي الفلسطيني ، و كان فائق وراد لا زال في
المنطقة المحتلة ، فسمحت له القوات الإسرائيلية بالخروج ليصبح قائدا من قادة الحركة الشيوعية ، و لتقدمه منطقة رام الله سنة (1956م) نائبا عنها في مجلس النواب الأردني ، و يومها قدمت القدس يعقوب زيادين - الشيوعي النصراني - نائبا عنها و الجدير بالذكر أن يعقوب زيادين من الكرك و ليس من القدس .
و قد استغل الشيوعيون تقارب مصر مع روسيا للدعاية . ففي صناديق الإقتراع وجدت أوراق مكتوب عليها كرمالك يا جمال خذ يا زيادين و في سنة (1957م) حل الحزب الشيوعي الأردني و اعتقل قادته و أودعوا معتقل الجفر ، و ألقى فؤاد نصار سكرتير الحزب الشيوعي الأردني عدة محاضرات أولها ( الشيوعية و إسرائيل ) جاء فيها ( إننا نعلم و يعلم الجميع بأن إسرائيل أمر واقع و دولة لها كيانها السياسي و الاقتصادي و العسكري ، و إن اليهود شعب كباقي الشعوب له حق الحياة ، و أنا أعترف باليهود كدولة لأن الشمس لا تغطى بغربال .
و عندما مات فؤاد نصار في عمان سنة (1977م) أقام الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( راكاح ) له حفلا تأبينيا في الناصرة تكلم فيه زعيم الحزب ( ماير ملنر ) ، و كذلك توفيق طوبي و إميل توما ، و توفيق زياد صاحب فكرة ( يوم الأرض ) -30 آذار - ، و توفيق هذا عضو في الكنيست الإسرائيلي و كان يجمع التبرعات سنة (1978م) بالعلم الإسرائيلي من أمريكا و لا زالت البرقيات تتبادل بين الحزب الشيوعي الأردني و الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، منها ما جاء بالنشرة الشيوعية الأردنية في نيسان سنة (1977م) ما يلي( كما قدر المجلس عاليا المواقف المبدئية و الثابتة في القوى التقدمية في إسرائيل نفسها و في مقدمتها الحزب الشيوعي ( راكاح و قد كان محمود درويش و سميح القاسم الشاعران الفلسطينيان الشيوعيان - الممثلان للأرض المحتلة - يحملان علم اسرائيل في مؤتمر صوفيا الدولي يقول الأستاذ سعد جمعة ( و قد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد ، و ترابط عقائدي ، و تخطيط ، و تكامل في التخطيط و الهدف ، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي و الأحزاب الشيوعية العربية ، و من عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل ، و إن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا و تدربوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين

No comments:

Post a Comment